مشكلة البطالة في العقود الثلاثة الأخيرة حيث فشلت الدولة في تحقيق تنمية حقيقية وفشلت بالتبعية تفاقمتفي توفير فرص عمل جديدة بدعوى أن توفير وظيفة واحدة جديدة يتطلب عشرات الآلاف من الجنيهات كما أرغمتها سياسات الخصخصة وسياسات المعاش المبكر إلى تسريح مئات الآلاف أو ما يزيد عن المليون من العاملين حتى وصل عدد المتعطلين إلى ما يقرب من الأربعة أو الخمسة ملايين – حوالي 25.00 % ممن هم في سن العمل – وأصبحت مشكلة البطالة قنبلة غير موقوتة تهدد استقرار المجتمع .. ومن هنا فقد تنادى الموقعون على هذا البيان لتأسيس "رابطة العاطلين المطالبين بحق العمل"
ويأتي في مقدمة أهداف الرابطة السعي الحثيث لتوفير فرص عمل للعاطلين بالتعاون مع المجتمع الأهلي
دون أن تتخلى الرابطة عن مطالبة الدولة بالقيام بمسئولياتها في حل مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل اللازمة حيث تكفل الشرائع السماوية والدستور المصري والمواثيق الدولية حقوقا للإنسان يأتي في مقدمتها ( حق المأكل والملبس والمسكن والتعليم والعلاج وحق العمل ) إذ تنص المادة ( 17 ) من الدستور المصري على ( تكفل الدولة خدمات التأمين الاجتماعي والصحي ومعاشات العجز عن العمل والبطالة والشيخوخة للمواطنين جميعا وذلك وفقا للقانون ) .. كما أن مواجهة مشكلة البطالة مسئولية الجميع .. مسئولية الفرد والمجتمع والحكومة مصداقا لقول رسولنا الكريم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " حتى أن ابن حزم ذهب إلى أنه "يجب على الأغنياء في كل بلد أن يقوموا بكفاية الفقراء إذا لم تكف الزكاة ذلك " مصداقا لحديث رسولنا الكريم "ما بات مسلم وجاره جائع" وقول علي رضي الله عنه "ما جاع فقير إلا بتخمة غني" .
وإذا كان بعض الموسرين قد دأبوا على إخراج راتب شهري من زكاتهم للمتعطلين من أقاربهم وجيرانهم يكفونهم به مؤونة الحياة .. ورغم مشروعية هذا التصرف وما يعكسه من تكافل اجتماعي بين كافة أبناء الأمة إلا أن هذا يشيع روح التواكل والتكاسل انتظارا لهذه الزكاة التي تقدم في صورة إعانة شهرية كما يحرم المجتمع من ناتج التنمية إذا وفرت فرص عمل لهؤلاء المتعطلين ومن هنا يأتي موقف الرابطة ضد الاتكالية والتواكل وضد الاستجداء والتسول ليعيش المواطن حرا كريما نافعا لأمته
إن غاية الرابطة وهي تفتح باب عضويتها - للرجال والنساء من العاطلين والعاملين وأصحاب الأعمال ومن الأغنياء والفقراء - لا تسعى لفرض واجبات على الدولة والأغنياء أو حقوقا للفقراء وإنما غايتها من كل ذلك هي القضاء على البطالة وما يستتبعها من فقر وحاجة حيث أنها من أخطر الأمراض التي تفتت الأمة وتساعد على انتشار الرذيلة والجريمة .. كما أن تغلغلها في المجتمع يجعل التنمية مجرد أضغاث أحلام .
عن المؤسسين / مصطفى خليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق