الاثنين، 2 نوفمبر 2009

" كفاية " تستبعد تمرير " التوريث " في وجــــــــــــــــــــــــود مبارك..

كتب عمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 29 - 10
"كفاية" تستبعد تمرير "التوريث" في وجود مبارك..
الأشعل وقنديل: نظيف خارج "دائرة" اختيار الرئيس القادم وتصريحاته مجاملة لـ "جمال" ليخفف الضغوط عنه

لا يزال الغموض هو سيد الموقف بشأن مستقبل الحكم في مصر، ففيما اعتبر سياسيون أن تصريحات رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف التي طرح فيها احتمالية ترشح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة القادمة جسًا لنبض الشارع السياسي وتمهيدًا للأجواء فيما يتعلق بـ "سيناريو التوريث"، قلل آخرون من أهمية تصريحاته باعتبار أن قرار تحديد المرشح لانتخابات الرئاسة لا علاقة له برئيس الوزراء من قريب أو بعيد.
وكان نظيف قال في تصريحات أمس ردًا على الذين يطالبون الرئيس مبارك بحسم موقفه من الانتخابات الرئاسية القادمة، إن الوقت لا يزال مبكرًا للغاية فيما يتعلق باتخاذ الرئيس قرارا حول هذا الأمر، وألمح في الوقت ذاته إلى أن جمال مبارك سيكون المرشح لخلافة والده، حين أجاب على سؤال عما إذا كان نجل الرئيس يتمتع بالقدرة على تولي المنصب، فقال إنه يراه مرشحا ممكنا.
وقال السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق في تعليق لـ "المصريون" إن تصريحات نظيف ليست ذات أهمية، مرجعا ذلك لكونه ليس من بين أعضاء "الدائرة المغلقة" التي يقول إنها تقوم بتسمية المرشح لرئاسة الجمهورية، معتبرا أن أمرا كهذا يتجاوز صلاحياته بكثير.
لكنه مع ذلك اتفق في الرأي مع نظيف حول أن الرئيس مبارك قد يقوم بالترشح لانتخابات الرئاسة، فجميع التقارير تشير إلى أن الرئيس يفضل الاستمرار في السلطة حتى آخر نفس، وإن كان هذا لا يعني- كما يقول- إن خيار التوريث قد غدا بعيدا، حيث لم يستبعد صعود جمال مبارك إلى سدة السلطة، في ظل الإشارات المتتالية وحملات التلميع الإعلامي المستمرة.
الأمر ذاته أكده الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث باسم حركة "كفاية"، مشيرا إلى أن نظيف هو آخر شخص يمكن أن يتحدث بمصداقية عن أمور الحكومة، حيث وصفه بأنه "مجرد سكرتير ينتظر الأوامر والتعليمات ولا يتدخل في أمور تتجاوز صلاحياته بكثير"، ورأى أن ما قاله عن احتمال ترشح جمال مبارك بأنه لا يعدو أن يكون مجاملة له من أجل تخفيف الضغوط الشديدة التي يمارسها عليه وعلى وزارته خلال الفترة الماضية.
فعلى خلاف التوقعات التي تتكهن بتوريث السلطة، أوضح قنديل أن كافة الاحتمالات تشير إلى أن الرئيس مبارك سيكون هو المرشح القادم لانتخابات الرئاسة في وقت تتراجع فيه احتمالات توريث جمال مبارك للحكم، وإن كان هذا لا يعني زوال خطر توريث الحكم.
وأعرب قنديل عن اعتقاده بأن الحزب الحاكم لن يسمى مرشحه للانتخابات الرئاسية خلال المؤتمر القادم بحسب تصريحات أمينه العام صفوت الشريف، مرجحا في حال سارت الأمور بشكل طبيعي ولم يتدخل "القدر" أن يتم ترشح مبارك لفترة رئاسية سادسة.
على النقيض من ذلك، ينظر المفكر السياسي جمال أسعد عبد الملاك إلى تصريحات نظيف باعتبارها تأكيدا على أن سيناريو التوريث يسير على قدم وساق من خلال تصعيد جمال مبارك لخلافة والده في السلطة.
ورأى أنها قد تكون "بالون اختبار" لقياس رد فعل الرأي العام، مرجعا ذلك لكون مصدرها رئيس الوزراء، وأنه عبر به ردا على تصاعد الحملة المضادة للتوريث، وفي ظل دعوة الكاتب محمد حسنين هيكل الأخيرة لتشكيل مجلس أمناء لإنقاذ مصر.
وعلى خلاف ما ذهب إليه الأشعل وقنديل يرى أسعد أن الاحتمال الأكبر هو ألا يقدم الرئيس مبارك على ترشيح نفسه لولاية جديدة بشكل يمهد الساحة لاعتلاء جمال مبارك سدة السلطة في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق